تحقيق … جدل حول جاهزية السوق المحلي لتصنيع “السيارات الكهربائية”

تحقيق … جدل حول جاهزية السوق المحلي لتصنيع “السيارات الكهربائية”

كتب- إسلام عتريس و محمد الروبي

أطلقت شركة درشال للصناعة والتجارة، بالتعاون مع الشركة الهندسية للسيارات، وشركة «دونج فانج» الصينية، أول سيارة كهربائية صينية المنشأ فى مصر DFLZ M5 منذ أيام، والتى سيجرى تجميعها محلياً فى مصانع الشركة الهندسية للسيارات أواخر 2019.

وسيفتح هذا المشروع، آفاقاً صناعية وتجارية جديدة لقطاع السيارات المحلية، خصوصا أن تلك السيارات ستساهم وبشكل فعال فى تحقيق التنمية المستدامة وستخلق آفاقا استثمارية جديدة ممثلة فى محطات الشحن الكهربائية، وغيرها من الخدمات المساندة لقطاع السيارات الكهربائية الواعد فى السوق المصري.

قال حسن دسوقى رئيس مجلس إدارة شركة درشال للصناعة والتجارة، لـ«البورصة»، إن أول إنجاز وصلت إليه الشركة هو ارتفاع إجمالى استثمارات ورؤوس الأموال المبدئية للشركة إلى 500 مليون جنيه، بعد دراسة مطولة من الجانب الصينى للمصنع وللسوق المصري، من ناحية السيارات والشواحن، إذ زار وفد صينى مصر مؤخراً، وحضر حفل الإطلاق منذ عدة أيام.

وتتمثل أولى خطوات الشركة فى طرح طرازات شركة «دونج فانج» الكهربائية الصينية فى مصر، بالإضافة إلى طراز S5 من فئة السيارات الرياضية متعددة الأغراض، وإلذى يعمل بالبنزين، ثم تشغيل خط إنتاج من نوع خاص، يستطيع تجميع عدة طرازات على خط واحد، فى أواخر العام الحالي، على أن يكون بالمصنع 3 مهندسين صينيين متواجدين بصفة دائمة فى المصنع لمدة 6 شهور لتدريب ودعم العمالة المصرية.

وسيبدأ المصنع بتجميع السيارات SKD فقط فى البداية، ثم سيتحول إلى التصنيع CKD، ولكن بعد التأكد من نجاح المرحلة الأولى وهى «التجميع». وفى هذا التوقيت ستعمل «درشال» على تطوير ودعم الصناعات المغذية المحلية المعاونة لتصنيع سيارتها فى مصر.

وتعتزم الشركة، الدخول فى شراكة مع إحدى الشركات الصينية، لإفتتاح مصنع محركات عادية ومصنع آخر للمحركات الكهربائية. ولكن المشروع لم يخرج من مرحلة المناقشات حتى الآن.

والمفترض أن تصل القدرة الإنتاج لمصنع الشواحن إلى 1000 شاحن بنهاية العام الحالي. وستوفر هذه الشواحن ما يصل إلى 3000 فرصة عمل للشباب، كما سيبدأ مصنع السيارات الكهربائية الإنتاج بقدرة تصل إلى 200 سيارة سنوياً، على أن تصل إلى 3000 سيارة سنوياً فى عدة أعوام.

وقال اللواء حسين مصطفى الرئيس التنفيذى السابق لرابطة مصنعى السيارات والخبير فى قطاع السيارات، ان السيارات الكهربائية المزمع تصنيعها فى السوق المحلى تحتاج لتطوير وتوفير البنية التحتية اللازمة التى تعزز من فرص نجاحها فى السوق، خصوصا ان تلك السيارات تتطلب عددًا كبيرًا من محطات الشحن الكهربائية على الطرقات، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بالشكل المطلوب، خصوصا أن الأمر يقتصر على بعض المبادرات الخاصة بالقطاع الخاص المحلي.

وأشار مصطفى، فى تصريح «البورصة»، إلى التحديات التى تواجه انتشار السيارات الكهربائية فى السوق المحلي، إذ إن المستهلك لا يزال يفتقد لثقافة الاعتماد على تلك السيارات، ما يتطلب بذل مزيد من الجهد لرفع الوعى المجتمعى بأهمية السيارات الكهربائية، وتسليط الضوء كذلك على دورها الإيجابى فى تخفيض الكلفة التشغيلية مقارنٍة بالسيارات التقليدية العاملة بالوقود الحفرى بواقع الثلث، فضلاً عن مساهمتها الفعالة فى تخفيض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الوقود.

وأشاد مصطفى بمبادرات القطاع الخاص المحلى الرامية إلى طرح تلك السيارات الكهربائية فى السوق المحلي. ومن ضمن تلك المبادرات مذكرة التفاهم التى تم توقيعها بين شركتى درشال للصناعة والشركة الهندسية لصناعة السيارات، والتى أسفرت عن تشغيل خط إنتاج تصنيع وتجميع السيارات والشواحن الكهربائية فى السوق المحلي.

وقال المهندس رأفت مسروجة، الرئيس الأسبق للشركة الهندسية للسيارات، إن مسالة تدشين السيارات الكهربية فى مصر ليست بالعملية الصعبة على الإطلاق، لان الأهم من ذلك بناء شراكة كاملة مع الشركة الأم فى الصين وايجاد سبل للتعاون الحقيقى فيما بينهما.

وأضاف مسروجة لـ«البورصة» أن على شركة «درشال» الأم توفير الإمكانيات اللازمة المؤهلة على ايجاد عمليات تصنيع ذات جودة عالية، عبر توفير المعدات والمكونات وخدمات التسويق وتقديم خدمات نوعية فى مجالات ما بعد البيع، وهو ما سيساهم فى نقل الخبرات الأجنبية داخل السوق المحلى بشكل يؤهل على توسيع تلك المفاهيم الصناعية الحديثة.

ويرى مسروجة، أهمية بالغة لتوكيل إدارة عمليات التصنيع إلى الخبراء الأجانب فى البداية لضمان إنجاح التجربة الشابة والطموحة خصوصا أن شعارات الوطنية التى وصفها بـ «الفهلوة» كفيلة بالقضاء على فرص نجاح المشروع قبل انطلاقه.

وبلغ سعر سيارة درشال الكهربائية الجديدة DFLZ M5 585 ألف جنيه.

وقال علاء السبع، رئيس شعبة السيارات فى الغرفة التجارية بالقاهرة، رئيس مجلس إدارة شركة السبع للسيارات أحد أكبر موزعى السيارات فى مصر، إن العملاء لن يقبلوا على شراء سيارة كهربائية توجد منها فى نفس الفئة سيارات أخرى صينية تسير بالبنزين ومتوسط سعرها 200 ألف جنيه.

وتساءل: «كيف سأقنع العميل بشراء سيارة أغلى 3 مرات من تلك التى تسير بالبنزين؟».

وأوضح السبع، أنه من الصعب للغاية أن تنافس السيارة محلياً إلا إذا لم يتجاوز فارق السعر بين السيارة الكهربائية وتلك التى تستخدم المحروقات 25%، لافتاً إلى أن كثرة الإنتاج ستخفض سعر السيارة، «لكن هذا بالطبع ليس فى الوقت الحالي».

وحول تسعير DFLZ M5، قال إن من الظلم مقارنتها بفئات سعرية أقل بمراحل. وحتى نقارنها يجب أن نضعها مع مثيلاتها. وعند فعل ذلك سنجد أن أقل سيارة موجودة فى فئتها يتعدى سعرها حاجز الـ500 ألف جنيه.

:قد يهمك ايضا ::

 

النقل الثقيل يشل الحركة المرورية بمداخل “الدائري”

الحكومة تبحث تطوير “النصر للسيارات” مع شركة روسية

الملك يتباهي بصيده الثمين على غطاء محركي الـ “كونتيننتال وويليز”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى