فيرستابن يوسع حدوده.. ويدخل عالم التحمل عبر بوابة GT

على مدار سنوات، ارتبط اسم ماكس فيرستابن بعالم واحد، وهو الفورمولا وان، السرعة الخاطفة والحسم وسط ثوانٍ معدودة على الحلبة. واليوم، يدخل فريق يحمل اسمه منافسات GT World Challenge Europe الموسم القادم، فى خطوة تُعد تحولاً كبيراً داخل مسيرته خارج فورمولا وان.

من فورمولا وان إلى عالم التحمل… لماذا هذا الاختيار؟

بطولة GT World Challenge Europe ليست الامتداد التقليدى لمسار بطل الفورمولا وان. فهنا يتغير كل شىء:

– لا تُدار المنافسة حول سائق واحد فقط
– تُختبر السيارة عبر سباقات قصيرة وسريعة، ثم عبر سباقات طويلة تمتد لساعات
– القرار الصحيح يُصنع بتعاون الفريق بأكمله، وليست بقوة قدم السائق على دواسة الوقود وحدها

فى هذه البيئة، السرعة وحدها ليست كافية، بل تُضاف إليها الاستراتيجية، وإدارة الوقت، الى جانب التحمل الذهنى والبدنى.

من داخل الإعداد.. اختبار إستوريِل يكشف النوايا

التحول إلى مرسيدس لم يأتى صدفة. قبل الإعلان الرسمى، شهدت حلبة إستوريِل فى البرتغال ظهور فيرستابن وهو يقود Mercedes-AMG GT3 فى جلسة اختبار مؤخراً. بدا ذلك كظهور عابر لكنه فى الواقع كان إعداداً منهجياً لمشروع كامل.

خلال هذا الاختبار، قاد السيارة مع فيرستابن سائقون مثل جولز جونون وكريس لولهام ودانييل جونكاديلا، فى ما بدا كترتيب أولى أوراق الفريق الجديد.

هذا الاختبار لم يكن هدفه مجرد التعرف على السيارة، بل فهم ديناميكية السباق الطويل وكيفية التعامل مع تحديات الحلبة ضمن سيناريوهات مختلفة، وأكد أحد الخبراء المشاركين بالقول إن هذه الخطوة تمثل انطلاقة حقيقية نحو مشروع أكبر يستهدف خوض سباقات التحمل الكبرى، وليس مجرد موسم عابر.

فيرستابن نفسه ألمح إلى أن مشاركته تتوقف على قدرات الفريق وتنظيم الجدول الزمنى، وأن فرصة مشاركته الشخصية فى سباق 24 ساعة نوربورغرينغ تعتمد على تقاطع مواعيدها مع التزامات الفورمولا وان، قائلاً إنه ما زال هناك “الكثير من الأمور التى يجب أن تتجمع معاً قبل اتخاذ القرار النهائى”.

السيارة… ولماذا مرسيدس؟

اختيار Mercedes‑AMG GT3 لم يكن عشوائياً. هذه السيارة تمتلك:

– قدرة ممتازة على التحمل خلال سباقات طويلة
– توازن بين الأداء والموثوقية
– دعم فنى من مصنع يمتلك خبرة عميقة فى سباقات GT3

وهذه المزايا تمثل أساساً قوياً لفريق يدخل عالماً جديداً من المنافسة، خصوصاً فى سباقات التحمل التى لا تُغفر فيها الأخطاء.

الاختلاف الجوهرى عن البطولة التى صنع فيها فيرستابن اسمه

الفارق هنا واضح

– فى فورمولا وان، يحدد الفائز من يكون الأسرع دائماً، أما فى سباقات GT World Challenge Europe، يحدد الفائز من يحافظ على سرعته ضمن خطة واضحة طوال السباق، وسط تناوب السائقين، وتغير الظروف، والتحديات التقنية

السباق لا بعنمد على القيادة السريعة، ولكن على تناغم الفريق، وفهم الآلة وكيفية التعامل معها لأطول فترة ممكنة.

خطوة محسوبة إلى ما بعد السرعة

ما يحدث ليس خروجاً من دائرة النجاح، بل هو توسعاً لها داخل عالم يحتاج إلى رؤية أعمق واستراتيجية متكاملة.
فيرستابن لا يترك ما يجيده، لكنه يسعى إلى اختبار حدود جديدة، وإن كانت المنافسة هذه المرة تُقاس بالساعات وليس باللفات.

وكما بدا فى اختبار إستوريِل، فإن هذا المشروع يحمل احتمالاً حقيقياً للظهور فى أكثر السباقات تحملاً على مستوى العالم، ما يجعل مشوار 2026 بداية فصل جديد يستحق المتابعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى