“ارثر دي ليتل” تستعرض أسباب انخفاض الطلب على السيارات عالميا

أجرت شركة “آرثر دي ليتل” للاستشارات الإدارية الدولية دراسة حول سوق السيارات في العالم، والتقلّبات التي شهدها أدت إلى انخفاض حجم الطلب الكلي على السيارات بفعل عدة عوامل واعتبارات، برزت من بينها الاعتبارات البيئية.

 

وأكدت الدراسة أن قطاع السيارات أمامه أربعة تحديات رئيسية أولها مرتبط بانتهاج آلية أفضل في توقع التغييرات بحجم الطلب على السيارات، وخيارات اقتنائها، وتملّكها، وانتهاج آلية أفضل للتحوّل نحو إستخدام السيارات الكهربائية.

 

ونشرت “آرثر دي ليتل” الإصدار الثالث من دراستها حول سوق السيارات في العالم، بعنوان “ملامح قطاع السيارات مستقبلًا”.

 

واستند محتوى الدراسة إلى عدد من الاستطلاعات التي نُشِرت حول العالم وشملت ما يزيد على (8,500) عميل في (13) دولةً، وكان أبرز ما بيّنته أن أسواق السيـارات في العالم تقف حاليًا أمام مفترق طرق.

 

وأظهرت الدراسة أن العديد من مالكي السيـارات يُفكرون مليّاً في التحوّل نحو اقتناء السيارات الكهربائية ويعكفون على دراسة ما تنطوي عليه من إيجابيات وسلبيات رغم أن السيـارات التي تعمل بمحرك وقود ما زالت تُهيمن على السوق.

 

وفي ضوء ذلك، ما زال اللبس والغموض يكتنف ما سيؤول إليه حال قطاع السيارات وكم من الوقت يستغرق ذلك.

 

ويذكر أن الدراسة السابقة التي نشرتها آرثر دي ليتل عام 2018 حول سوق السيـارات في العالم قد صوّرت القطاع “في حلته المعتادة” وهو يشرع في تنفيذ أولى خطواته ضمن مسيرة التحوّل نحو نشر السيارات الكهربائية في السوق، فإن المشهد العام لسوق السيـارات بعد ثلاثة أعوام جاء مُغايرًا تمامًا.

 

وشهد حجم الطلب على السيارات وخيارات اقتنائها وتملّكها تغييرًا جذريًا لم يُعهَد من قبل، فعلى الرغم من أن جائحة كورونا (كوفيد-19) جاءت لتُبرز مستوى الحماية والاستقلالية التي توفرها السيارات ذات الملكية الخاصة، يُفكّر عدد لا بأس به من الأفراد مليّاً في التخلي عن سياراتهم الخاصة لدواعٍ بيئية ليتحوّلوا نحو استخدام حلول النقل البديلة.

 

وذكر أن قطاع السيـارات قد سجل معدل نمو سنويّ مُركّب بلغ 2%؛ أي أن هذا المعدّل كان أقل بكثير من التوقعات التي وضعتها آرثر دي ليتل للقطاع في استطلاعها الأخير.

 

وأظهرت الدراسة أن التخلّي عن استخدام السيـارات التي تعمل بالوقود (بنوعيه البنزين والديزل) أصبح واقعًا لا ينفك ويشهد تزايدًا؛ فعند سؤال مجموعة من الناس عن السيارة التي ينوون اقتناءها لاحقًا، فضّل 29% منهم اقتناء سيارة تعمل بمحرك هجين، في حين أن 12% كانوا يفكرون في اقتناء سيارات تعمل بمحرك كهربائي كامل.

 

انطلاقًا من ذلك، لم تلجأ كبرى الأسماء التجارية المعروفة في صناعة السيـارات إلى توفير سيارات كهربائية، سيعمد العديد من عملائها إلى البحث عن أسماء أخرى توفر لهم هذا الخيار.

 

ورغم ذلك، ما زالت محدودية طُرز السيـارات الكهربائية الموجودة في السوق، فضلًا عن البنية التحتية للشحن التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب من التطوّر والكفاءة، يُمثلان عائقًا أمام نمو سوق السيارات الكهربائية، وما زال انتشار استخدام السيارات الكهربائية مرهونًا بتوفّر نقاط الشحن العامة المخصصة لهذه السيارات.

 

وفي نفي السياق، فقد كان أكثرها إثارةً للاهتمام هو بروز مكانة الصين بصفتها “سوق ذات طابع خاص” تضم مستهلكين بتوجهات وأفكار مغايرة تمامًا لتوجهات المستهلكين في بقية دول العالم.

 

فعلى سبيل المثال، شهدت نسبة الإقبال على السيارات ذاتية القيادة انخفاضًا في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لأسباب تُعزى إلى مخاوف تتعلق بالسلامة، في حين ظلّت نسبة إقبال السائقين في الصين على استخدام هذه السيارات إيجابية لتسجّل 71%.

 

ويتّسم المستهلكون في الأسواق الصينية بأنهم أكثر جرأةً في الإقبال على تجربة البدائل التي تعمل بمحركات كهربائية، وخدمات النقل الجديدة، ناهيك عن إقبالهم على تجربة خيارات الشراء بشتى أنواعها؛ إذ يُبدي 71% من السائقين في الصين استعدادهم لشراء سيارة عن طريق الإنترنت وإتمام كامل الخطوات التي تنطوي عليها هذه العملية.

 

وسجلت نسبة السائقين الذين يُبدون استعدادهم لذلك في أوروبا 35% وما نسبته 42% في الولايات المتحدة. وعليه، يُمكن أن تُلقي التوجهات التي يُظهرها المستهلكون في السوق الصينية تداعيات كبيرة على قطاع السيارات في العالم بأسره نظرًا لكبر حجم السوق المحلية في الصين.

 

وعقّب كلاوس شميتز، أحد المشاركين في إعداد هذه الدراسة وشريك آرثر دي ليتل في قسم شؤون التصنيع والسيارات على ذلك قائلًا: “في حين أن قطاع السيارات في العالم لا يهيمن عليه الاضطراب بشكل كامل.

 

أشارت استنتاجات الدراسة، إلى أن أحوال السوق تشهد تقلبّات كبيرة، ناهيك عن اللبس والغموض الذي يكتنف التوجه الذي يسلكه السوق وسرعة نموه، فقد شهدت التوجهات الثابتة في السوق طفرات مفاجئة نتيجة ظهور توجهات جديدة لم تشهدها السوق من قبل، الأمر الذي أسفر بدوره بالضرورة عن خلق حالة من التقلّب تلازم السوق.

 

وقال ولف ديتر هوب، أحد المشاركين في إعداد هذه الدراسة، أن في ضوء اللبس والغموض الذي يكتنف قطاع السيارات، يتعين على هذا القطاع بلورة فهم أفضل لأولويات السائقين الجديدة إذا ما أراد تحقيق أقصى فائدة ممكنة من إمكانات السيارات الكهربائية والتصدّي للمخاوف التي تساور المستهلكين في القطاع حيال السيارات ذاتية القيادة.

 

وانطلاقًا من ذلك، لا بُدَّ من تقييم حجم الاستثمارات الراهنة في السوق وإجراء حسابات دقيقة ووضع تصورات مدروسة حول أحوال السوق والشكل الذي ستتخذه سلسلة القيمة خلال السنوات العشرة المقبلة؛ إذ سيفتح ذلك آفاقًا واسعةً للغاية أمام شركات تصنيع السيـارات التي تُجيد فعل ذلك تمامًا.”

 

::: قد يهمكـ أيضاً :::

 

مجلس الوزراء يوافق على تمويل الحافز الأخضر لسيارات مبادرة الإحلال

 

75 مخالفة يتضمنها قانون المرور الجديد.. الخصم يبدء بنقطة ويصل إلى 5 نقاط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى