مرسيدس تنضم لمبادرة الكربون المتجدد وتكشف عن مشروع “ELF” الثوري للشحن الكهربائي

في خطوة تعكس التزامها العميق بالتحول المستدام، أعلنت شركة مرسيدس-بنز Mercedes-Benz أنها أصبحت أول شركة سيارات في العالم تنضم رسميًا إلى مبادرة الكربون المتجدد (Renewable Carbon Initiative – RCI)، وهي مبادرة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الكربون الأحفوري واستبداله بمصادر متجددة أو معاد تدويرها.

وفي الوقت نفسه، كشفت الشركة الألمانية العملاقة عن مشروع بحثي جديد في مجال الشحن الكهربائي تحت اسم “ELF” – Experimental-Lade-Fahrzeug، يمثل مستقبل أنظمة الشحن الذكية والمتقدمة.

التحول نحو الكربون المتجدد

من خلال انضمامها إلى مبادرة RCI، تنضم مرسيدس إلى كبرى الشركات الصناعية مثل BASF وMichelin وContinental، للعمل على إيجاد حلول لتقليل الانبعاثات الكربونية في جميع مراحل إنتاج السيارات.

محاور مبادرة الكربون المتجدد

وتركز مبادرة الكربون المتجدد على ثلاثة محاور أساسية:

1- استخدام الكتلة الحيوية (Biomass)

2- الاستفادة من ثاني أكسيد الكربون المعاد تدويره (CO₂ Utilization)

3- إعادة تدوير المواد الخام الصناعية (Recycled Materials)

وأكدت مرسيدس أن نحو 87% من مورديها الرئيسيين ملتزمون بالفعل بالحياد الكربوني، مما يجعل عملية التحول ضمن هذه المبادرة أكثر واقعية وسلاسة.

ومن المخطط أن تبدأ الشركة تجاربها العملية في 2026، حيث ستستخدم مواد بلاستيكية ومعادن معتمدة على الكربون الحيوي في بعض مكونات سياراتها القادمة.

“ELF”.. مشروع شحن المستقبل

ضمن رؤيتها لتطوير البنية التحتية للشحن الكهربائي، كشفت مرسيدس عن مركبتها التجريبية الجديدة ELF، وهي منصة بحثية لاختبار تقنيات الشحن السريع واللاسلكي وأنظمة الشحن ثنائية الاتجاه (Vehicle-to-Grid / Vehicle-to-Home).

من أبرز تقنيات المشروع:

دعم الشحن الفائق السرعة (Megawatt Charging System) بقدرات تصل إلى 900 كيلووات.

تجربة أنظمة الشحن اللاسلكي (Inductive Charging) باستخدام صفائح أرضية ذكية.

تطوير تقنيات الشحن العكسي لتغذية المنازل أو الشبكة الكهربائية بطاقة السيارة.
العمل على أنظمة شحن آلية بالكامل عبر ذراع روبوتية أو أنظمة مغناطيسية ذكية.
وأوضحت الشركة أن مشروع ELF ليس سيارة إنتاج تجاري، بل منصة بحثية لتطوير بنية شحن أكثر ذكاءً واستدامة تتوافق مع السيارات الكهربائية القادمة من مرسيدس خلال الأعوام المقبلة.

شراكة مرسيدس مع Norsk Hydro

في إطار استراتيجيتها للحد من الانبعاثات، أعلنت مرسيدس عن تعاون جديد مع شركة Norsk Hydro النرويجية لتوريد ألومنيوم منخفض الكربون يتم إنتاجه باستخدام طاقة متجددة ومواد معاد تدويرها.
هذا الألومنيوم الجديد يقلل انبعاثات التصنيع بنسبة تصل إلى 40٪ مقارنة بالألومنيوم التقليدي، وسيُستخدم لأول مرة في سيارات مرسيدس CLA الجديدة ضمن خط الإنتاج الكهربائي القادم.

تصميمات ومشروعات مستقبلية

مرسيدس كشفت أيضًا عن المفهوم التصميمي Vision Iconic، الذي يجمع بين روح التصميم الكلاسيكي من ثلاثينيات القرن الماضي وتقنيات القيادة الذاتية الحديثة والطاقة الشمسية.
كما تعمل الشركة مع Luminar Technologies لتطوير أنظمة استشعار LiDAR Halo، المقرر دمجها في سياراتها المستقبلية لتعزيز قدرات القيادة الذاتية المتقدمة.

وتخطط مرسيدس لتوسيع استخدام منصتها MMA الجديدة، التي تدعم السيارات الكهربائية والبنزين في آنٍ واحد، مع نظام شحن 800 فولت وقدرة شحن سريع تصل إلى 320 كيلووات.

رغم التقدم الكبير، يواجه هذا التحول تحديات تتعلق بتكلفة المواد المتجددة والاعتماد على سلاسل توريد مستدامة، إلا أن مرسيدس تؤكد أنها ماضية في خطتها لتحقيق الحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2039، سواء في الإنتاج أو التشغيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى