أوجيبه يحقق اللقب التاسع في بطولة العالم للراليات (WRC)

فى ظهر السبت الماضي ومن قلب صحراء جدة، حيث الطرق القاسية تختبر كل سائق، نُظّم لأول مرة فى رالي السعودية كمحطة ختامية لموسم 2025 من بطولة العالم للراليات (WRC)، ليكتب صفحة استثنائية من الإثارة والتحدّى. بين السرعة الهائلة والمنافسة الشديدة، تحوّلت الرمال الذهبية إلى مسرح للأبطال، حيث ظهر سيباستيان أوچييه مجدداً كرمز للخبرة والصمود، محققاً اللقب التاسع فى مسيرته، ومُعادلاً الرقم القياي لـ سيباستيان لوب فى عدد ألقاب البطولة.

شهد الرالي منافسة شرسة منذ اللحظة الأولى، فقد أظهر ثييرى نيڤيل قدرة فائقة على التكيّف مع التضاريس الصعبة، ليتمكّن من الفوز بالمرحلة النهائية والرالي نفسه، مسجلاً أول انتصار له هذا الموسم.

بينما جاء أدريان فورمو فى المركز الثاني، بعد حصوله على عقوبة دقيقة واحدة نتيجة دخول مبكر إلى نقطة زمنية محددة، وهو ما عدّل ترتيب الرالى فى اللحظات الأخيرة. وقد أظهر فورمو أداءاً رائعاً ومهارة فائقة على الطرق المتعرجة، مما يجعله من أبرز الأسماء الواعدة فى المواسم القادمة.

فى اليوم الأخير من الرالي، خاض أوچييه معارك قوية على الحلبة رغم مشاركته الجزئية فى الموسم، إذ تغيّب عن ثلاث جولات من أصل 14.

بدأ اليوم النهائى وهو يملك أفضلية بسيطة بفارق نقطتين مؤقتتين عن زميله فى الفريق إلفن إيفانز، لكن أداؤه على المرحلة قبل الأخيرة فى أصفان كان محورياً. كانت المرحلة بطول 33.28 كيلومتراً، وتمتاز بتضاريس صخرية ومتعرجة تتطلّب دقة عالية فى التحكم بالسيارة وسرعة مدروسة عند المنعطفات، وكانت مفتاح الصراع على المراتب النهائية. تمكّن أوچييه من التقدّم إلى المركز الثالث بفضل قيادته الحكيمة، بينما حافظ نيڤيل على تقدّمه للفوز بالمرحلة والسباق.

هذا الترتيب منح أوچييه لقب بطولة العالم للراليات لعام 2025 برصيد 293 نقطة، بفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه إلفن إيفانز الذى حلّ ثانياً بـ 289 نقطة، بينما جاء ثالثاً الفنلندى كالى روفانپيرا برصيد 256 نقطة. ويُظهرهذا الإنجاز قدرة أوچييه على الجمع بين الخبرة والحكمة، حيث حسم البطولة رغم مشاركته الجزئية وتحديات الموسم الصعبة.

خلال الرالي، شهدت المراحل الأخرى العديد من اللحظات المشوّقة، مثل انسحاب بعض المتنافسين بسبب مشاكل ميكانيكية وإطارات، وهذا أتاح لـ نيڤيل وفورمو و أوچييه الفرصة لتثبيت مواقعهم على منصة التتويج. كما أثبت السائقون الشباب قدراتهم على مجاراة المخضرمين فى بيئة صحراوية صعبة تتطلّب التخطيط الدقيق وإدارة الإطارات والوقود بسرعة وحذر.

بهذا الشكل، ختم موسم 2025 بطموح وصمود، حيث دخل أوچييه التاريخ من أوسع أبوابه، واستعاد نيڤيل بريق النصرعلى الرمال السعودية، وأظهر فورمو أن الجيل الجديد قادرعلى تقديم منافسة قوية فى السنوات القادمة. لقد كان رالى السعودية 2025 بمثابة اختبار نهائى للمهارة والخبرة، مؤكّدًا أن بطولة العالم للراليات ليست مجرد سباق سيارات، بل مسرح للإثارة والمثابرة والقرارات الدقيقة التى تصنع الأبطال.