أبو الفتوح يكتب: تفوق وزير.. وزيارة مراكش

طيلة الايام الماضية عاني سوق السيارات من التخمة جراء تزايد الاخبار والشائعات وفي بعض الاحيان حالات

من الفتي والتحليل والافتكاسات وزيادة غير طبيعيه للخبراء في هذا المجال ممن ظهروا فجأة علي الساحة

بفضل قانون السوشيال ميديا الافتراضي الوهمي دون اساس يعتمد علي الخبرة والعمل في هذا المجال

لسنوات ووبسبب حالة اللاوعي والتخبط مما دفعني لتجنب الدخول في صراعات وهميه لا تسمن ولا تغني

من جوع، محافظا على دور المتفرج لهذه الحالة الغوغائية ….

الأمر لم يدم طويلا حتى جاء اعلان مجموعة دايملر وتحديدا مرسيس بنز عن نيتها لاستئناف النشاط التجميعي

في مصر واعلانها المسبق عن حل مشاكلها مع وزارة المالية مما دفعني للحديث عن هذا الامر وسرد الحققية

الغائبة لإعطاء كل ذي حق حقه، ومن هو صاحب الدورالحقيقي والفعلي في عودة مستحقات الشركة وعودتها

للعمل مرة أخرى.

الأمر يبدأ منذ عامان حين أصدرت وزارة المالية عن طريق فرعها مصلحة الجمارك قرارا بوضع شركات السيارات

تحت طائلة الاسعار الاسترشادية وهي عبارة عن عدم قبول اي فاتورة يقدمها الوكيل الا بعد مراجعة سعرها

وفقا لما تراه المصلحة مناسبا بناء علي الابحاث التي قامت بها، وهو ما كان بمثابة شرارة الإنطلاق لنشوب

النزاع بين مرسيدس ومصلحة الجمارك طلبا منهم لالغاء هذا الامر الا ان المالية تعنتت  واكدت مرارا وتكرارا ان

تسلك الطريق الصحيح، وهو ما يحتم على الشركة أن تعدل صيغة خطاباتها وفواتيرها، وهو مالا يمكن حدوثه

لاسيما ان الشركة عالمية ومكتبها التمثيلي هو المنوط بذلك ومن ثم فلا يوجد مجالا للتلاعب  .

خلال سنوات ظل الحديث عن هذا الامر وظلت الشركة تبحث مع كافة الجهات الحكومية المعنية للوصول إلى

حل يمحو آثار التعنت مما دفع رئاسة الجمهورية للتدخل وتقديم وعدا قاطعا بالحل الجذري للخلال.

وحقيقة الأمر أن الخلاف استمر لوقت ليس بالقصير لتصل تداعياته إلى مناقشته مع المستشارة الألمانية

انجيلا ميركل سواء في مصر او المانيا لتستمر حالة الترقب بين الطرفين دون جدوى.

استمر الأمر بلا حراك إلى أن تولت الحكومة الحالية مناصبها، لتأتي حكومة يرتكز هدفها الاول على حماية

المستثمرين وتوسيع الرقعه الصناعية والتجارية من خلال وزير التجارة والصناعه عمرو نصار الذي ابدي رغبته

في حل هذه المشكلة مع وعد من الشركة في حال اتمام الامر التفكير الجدي والتنفيذي لعودة نشاط التجميع

في مصر وبالفعل خلال الشهور الماضية حدثت العديد من الاجتماعات المعلنة والسرية بين الوزارة والجانب

الالماني وبين الوزارات المختلفة لحل القضية وخلال هذه الاجتماعات اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي

مع وفد عالمي من الشركة الالمانية والتي اكد خلاله حل كافة مشاكل الشركة وتكليف الوزراء وعلي

رائسهم وزير التجارة والصناعة لسرعه الحل وتذليل اي معوقات لعودة نشاط التجميع للشركة وهو ماحدث بالفعل،

وتم حل مشكلة الاسعار الاسترشادية وحصلت الشركة علي كافة الاعتمادات التي قدمتها للمالية المتمثلة في

فروق سعرية وصلت قيمتها لقرابة الـ 700 مليون جنية، وبدورها نفذت الشركة ما وعدت به وأعلنت رسميا استئناف

اعادة نشاط التجميع من خلال شريك جديد لها في هذا الامر في مصر مع امكانية النظر في مجال التصدير …

وجاء البيان حاملا العديد من الأحداث الإيجابية ومؤكدا على جدية العمل بين وزارة التجارة والصناعة والجانب الالماني

الا ان كثيرا من الإعلاميين والصحفيين لم يتفهموا ما يحتويه البيان وما أشار إليه، وبالطبع كان الفتي هو المحرك

الرئيسي لعناوين الأخبار والبرامج التليفزيونية، وببساطة ياسادة الأمر برمته يتمثل في أن الشركة الألمانية لديها

منتجات تنتج في الولايات المتحدة الامريكية وبطبيعة الحال لا تتمتع بإعفاءات الشراكة الأوروبية “صفر جمروك”

وبالتالي لاتوجد جدوى اقتصادية من دخولها مصر الا عن طريق التجميع فقط وهو ما دفع مرسيدس للتفكير في

تلك الخطوة.

ونظرا لاحتياج البلدان المجاورة إلي هذه النوعية من السيارات واتجاه مصر لأن تصبح مركزا لتجارة وتداول السيارات

استغلت الشركة الموقع الاستراتيجي والحوافز الاستثمارية التي تقدمها مصر لتبدأ في استغلالها وتغيير وجهة

نظرها في أن تصبح مصر مركزا لتصدير منتجاتها لاسيما بعد موافقة الشركة الام نفسها علي هذا الامر .

مرسيدس تبحث عن حاليا عن شريك جديد تستطيع من خلاله التواجد في السوق المصرية، خاصة أنها تواجدت

سابقا من خلال مصنع ايجا وبالتعاون مع رجل الاعمال سامي سعد الذي انتهت شراكته مع مرسيدس لعدم توافر

العائد الاستثماري المنشود من عملية التجميع.

ونظرا للطبيعه الحادة المسيطرة على الالمان فمن الطبيعي بعد هذا القرار التفكير في كيان جديد وفي مصنع جديد

يقدم لها الخدمات المناسبة لمنتجاتها، وهو ما أتوقع الإعلان عنه قريبا.

الشركة الألمانية ستبذل قصارى جهدها لعقد شراكة جديدة تمكنها من تحقيق أهدافها الاستثمارية عبر تجميع

منتجاتها لدي الغير والبحث عن الافضل، أما في حالة فشلها في الوصول للشريك المناسب، وعدم رضاها الكامل

بالمصانع القائمة ربما ستلجأ لإنشاء مصنعا لها بمشاركة حكومية للتجميع في حالة تحقيق الجدوى الاقتصادية المأمولة.

 

ومن خلال هذا الرصد للواقع الذي عانت منه الشركة الالمانية على مدار سنوات ثلاثة، لابد من اعادة الحق لاصحابة

فلولا تدخل عمر نصار وزيرة التجارة والصناعة وبحثه المستمر عن أفكار خارج الصندوق لحل القضية لما ظهرت مرسيدس

علي الساحة من جديد بهذه القوة، في إشارة جديدة على تفوق وزير …

  • حالفني الحظ الاسبوع الماضي بمشاركة وتغطيه الجولة الثانية لبطولة العالم للفورميلا E في المدينة الرائعه مراكش
  • بدولة المغرب الشقيقة بدعوة كريمة من شركة نيسان مصر مع زملاء اعزاء للمشاهدة الحدث العالمي وتغطية
  • فعالياته لحظة بلحظة داخل التراك الذي أعد خصيصا للبطولة. قبل الدخول في تفاصيل البطولة انتابني شعور بالغيرة فور وصولي لمدينة مراكش لما شاهدته من تنظيم أقل ما يوصف عنه بأكثر من رائع لحدث يتابعه ملاين المتابعين حول العالم، ليتبادر إلى ذهني سؤال بديهي وهو ما الذي تفتقر إليه مصر لتنظيم هذا الحدث على أرضها؟ هل نفتقر إلى الموارد المالية اللازمة؟ أم هل ينقصنا القدرة البشريه؟ أسئلة عديدة دارت في ذهني وشعور بالغيرة على اسم بلدي الذي أتمنى أن يتردد على ألسنة العالم بأسره وعشاق رياضة السيارات، الشعور بالضيق سيطر على تفكيري حيث تتمتع مصر بجميع المقومات التي تؤهلها لاستقبال هذه البطولات على أرضها، فنحن لدينا الاستقرار الأمني والعناصر البشرية المؤهلة لإقامة أكثر من ذلك، إلا أنني اكتشفت وأنا على أبواب التراك ان ما ينقصنا فعليا هو الضمير وحب الوطن وهو ما تفوقت علينا فيه المملكة المغربية فطوال الساعات التي قضيتها في مضمار السباق لم اجد سوي الاهتمام والتفاني في العمل من كل المنظمين للحدث بدءا من عامل النظافة مرورا بفريق الاستقبال الي ان وصلنا الي المنظم الكل يسعى ويجتهد للوصول الي ارقي معاني الاخلاص في العمل والضمير الحي لظهور بلدة في ابهى صورة للنشاط الرياضي العالمي لدرجة ان احد زملائي الاعلامين ترك حقيبة يده وبها اشياء ثمينة وغادر التراك ولم يتذكرها إلا بعد مرور ساعة زمنية كاملة، ليعود بعدها مرة أخرى قاطعا مسافة تزيد عن 1500 متر وجميعنا يسيطر علينا اليقين بفقدها وأنه لن يعثر عليها مرة أخرى، لنتفاجأ ا بوجودها في نفس المكان الذي تركها بها دون قصد ولم يمسسها احد ولم يضايقه احد من افراض الامن، فاهمين قصدي طبعا، مدول وحيد لهذا الأمر يعكس قدرة البلد في توفير الامن لكافة المشاركين والزوار دون الحاجة لمضايقة احد مع العلم ان تقديري الشخصي لعدد الزوار تجاورز 10 الاف زائر لمشاهدة هذا الحدث العالمي المهم.

مبروك المغرب ومبروك مراكش علي التنظيم المتميز للدورة الثانيه

اما بخصوص نيسان علي الرغم من مشاركتها الاولي في هذا السباق  كشركه منتجة للسيارات الكهربائية الا انها ابهرت الجميع بالفعل فخلال الدورة الاولي والتي اقيمت في السعودية حصل الفريق علي المركز السادس والتاسع وخلال هذه الدوة حصل الفريق علي المركز السادس والسابع ولولا تهاون السائق وقله خبرتة لاستطاع ان يحصد المركز الثاني خاصة وان اثناء الانطلاق كان في الترتيب الثالث كافضل زمن ولكن في المجمل اداء متميز لفريق جديد ينضم لساباقات الفورميلا E وبالطبع لن انسي الفريق المتميز من نيسان مصر محمد تازي وحسين الباز علي تذليل كافة المعوقات التي شاهدناها في هذا الحدث العالمي وتوفير كافة السبل لمشاهدتنا عن قرب لجراج نيسان والتجهيزات قبل انطلاق السباق وحرفية الاستقبال للفريق الاعلامي المصري وتلبيه احتياجاتهم كافة دون اي تفكير او تهاون بالفعل كان تجربة متميزة …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى