أبو الفتوح يكتب: كيف نستفيد من الحرب؟ .. وهبد السوشيال ميديا

1.

يتابع العالم أجمع بخوف وترقب الأحداث التي تجري في أوروبا عقب إعلان روسيا الحرب علي أوكرانيا؛ ومن ثم ترتفع التوقعات بنشوب حرب عالمية جديدة، واستحواذ روسيا علي عدة دول مجاورة لها لتعلن هيمنتها علي معظم البلدان الأوروبية.

وعقب التحركات العسكرية الأخيرة؛ انتشرت صيحات كبرى الشركات العالمية لتصرخ تارة من صعوبة تقديم منتجاتها التي تم تجهيزها  فعليا ليتم شحنها لروسيا، وتارةً أخرى تصرخ بسبب نقص مستلزمات الإنتاج والتي تنتجها روسيا وأوكرانيا وخاصةً الحديد والبليت، خاصةً مع التحركات الدولية التي تسعى لفرض عقوباتٍ اقتصادية على روسيا.

ومن ضمن هذه الشركات يعلو صوت مجموعة فولكس فاجن الألمانية التي أعلنت عن غلق جزئي لمصنعها في ألمانيا، وكذلك غلق كامل لمصنع آخر في أوكرانيا، وذلك على إثر معاناتها من النقص الحاد للضفائر الكهربائية اللازمة لمنتجاتها نتيجة هذه الأزمة.

وفي هذا الخضم ووسط هذا الصراخ يظهر للشركات العالمية خيط رفيع من الأمل في ظل هذا التخوف الحاد من صعوبة استمرار إنتاجية أوروبا بالكامل، فيظهر تصريح بأن أفريقيا أصبحت أكثر أماناً للصناعات المغذية، وخاصةً مستلزمات الإنتاج الداخلة في صناعة السيارات.

ومن هنا يأتي الخيط الرفيع من الاستفادة والذي يجعلنا نرفع شعار “مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد”؛ فأفريقيا لديها أربع دول تنتج الضفائر الكهربائية وبمواصفات ممتازة للدرجة التي تجعلها جديرة بالتصدير لآكثر من شركة عالمية، وهذه الدول هي جنوب افريقيا المغرب وتونس ومصر..

نعم مصر تقع ضمن قائمة الدول المصدرة للضفائر الكهربائية على مستوى العالم..

فمن هي هذه الشركات والمصانع التي تعمل في هذا المجال؟

وهل حقاً يصل مستوى إنتاجها لدرجة الجودة التي تجعلها جديرة بالمنافسة؟

وهل يمكنها بإضافة بعضٍ من خطوط الإنتاج أن تغطي حجم العجز الذي يخلقه غياب المنتجات الأوكرانية عن الساحة؟

هل تستطيع هذه المصانع أن تصل بحجم صادراتها إلى تلبية احتياجات مصانع السيارات الأوروبية؟

وإلى أي مدى يبلغ حجم إنتاج هذه المصانع حالياً؟

وما هي الشركات العالمية التي تستعين في سياراتها بضفائر منتجة بأيدي مصرية؟

وهل يمكننا أن نوفر لهذه المصانع الدعم والاهتمام المطلوب للاستفادة من الفجوة الحالية في سوق السيارات والتي خلقها غياب المصانع الكورية؟

هل يمكننا أن نستفيد من هذا العبث الذي يحدث في أوروبا؟ وربما نكون نحن في صدارة المشهد القادم؟ وتصبح بحق مصر رائدة في مجال الصناعات المغذية لقطاع السيارات؟..

2.

الهبد..

معنى كلمة هبد باللغة الدارجة هي الحصول علي شبه معلومة، وتحويلها إلي قصة وحوارات كبيرة دون بذل أي جهدٍ للبحث عن الحقيقة.

ومن الموضوعات المطروحة على الساحة؛ والتي حظيت بنصيب كبير من الهبد؛ هو الإعلان الذي أصدرته الهيئة العامة لقناة السويس.

فمنذ ثلاثة أيام أعلنت الهيئة عن زياده رسوم العبور للسفن المحملة بالسيارات وتحديداً تلك القادمة من آسيا متجهة إلي أوروبا مروراً بمصر، وذلك بواقع 5 إلي 10%، بينما يتم إعفاء السفن القادمة من أوروبا متجهة إلى آسيا من هذه الزيادة.

وبالطبع فعملاً بمبدأ الهبد؛ فقد انتشرت علي مواقع التواصل إشاعات بارتفاع متوقع لأسعار السيارات بشكل كبير نتيجة لهذه الزيادة..

ومن هنا ارحمونا من الهبد والفتي ..

فبكل بساطة لن تؤثر هذه الزيادة بأي شكلٍ من الأشكال علي أسعار المنتج النهائي وخاصةً السيارات..

فبحسبة بسيطة فالسفينة التي تحمل ١٠٠٠ حاوية كانت تدفع مبلغ رسم مرور ١٠٠٠ $، وبعد الزيادة أصبحت تدفع ١٠١٠$..

فبتقسيم هذا المبلغ علي عدد الحاويات ثم عدد السيارات التي تحملها هذه الحاويات..

تصبح قيمة الزيادة على الوحدة الواحدة رقم لا يذكر، ولا يحتمل أي زيادة للأسعار.

ارحمونا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى