إنتخاب محمد بن سُليم لولاية رئاسية ثانية للاتحاد الدولي للسيارات FIA

أعلن الاتحاد الدولي للسيارات انتخاب محمد بن سُليم رئيساً لولاية ثانية، بعد فوز قائمته الرئاسية فى تصويت الجمعية العمومية المنعقدة فى طشقند بأوزبكستان. وبهذا تبدأ مرحلة أخرى جديدة لـ بن سُليم تمتد لأربع سنوات أخرى، تأتى إمتداداً لفترة أولى منذ عام 2021، شهدت تحولاً مؤسسياً واسعاً أعاد تشكيل بنية الإتحاد، ورسخ مكانته كهيئة حاكمة لرياضة السيارات وقوة دولية مؤثرة فى مجال التنقل الآمن والمستدام.

نشأته ومسيرته المهنية

وُلد محمد أحمد بن سُليم فى دبى يوم 12 نوفمبر 1961، ونشأ فى اسرة إمارتية لها حضور فى عالم الأعمال، فدرس إدارة الأعمال فى الجامعة الأمريكية فى واشنطن، وكان محباً لرياضة السيارات فبدأ مشواره كسائق رالى فى ثمانينات القرن العشرين، ليصبح أحد أعظم سائقى الراليات فى منطقة الشرق الأوسط، حيث توج 14 مرة كبطل فى بطولة رالى الشرق الأوسط التابعة للإتحاد. كما حقق أكثر من 61 فوزاً دولياً حتى إعتزاله فى 2002.

هذا السجل المميز جعله رمزاً رياضياً فى عالم المحركات، ونقطة إنطلاق لدور أكبر فى رياضة السيارات على المستوى المؤسسى.
إلتحاقه بالإتحاد الدولى للسيارات وتدرجه القيادى

بعد إعتزاله، انتقل بن سُليم إلى الأدوار الإدارية، فشغل منصب رئيس منظمة الإمارات لرياضة المحركات EMSO منذ عام 2005، ممثلاً لبلده فى الإتحاد الدولى للسيارات، وأسهم فى إبراز دور الإمارات على المسرح الدولى.

وفى عام 2008 تم انتخابه نائباً للرئيس للرياضة وعضواً فى مجلس العالم لرياضة السيارات FIA World Motor Sport Council.
كما شارك فى تأسيس مجلس الأندية العربية للسيارات والسياحة ACTAC، وترأسه، مما عزز التمثيل العربى داخل الإتحاد.

وشارك فى تطوير مسابقات عالمية منها، أول جائزة كبرى لفورميولا وان فى أبو ظبى عام 2009، مما ساعد على إبراز الشرق الأوسط كمركز عالمى للسباقات الكبرى.

انتخاب بن سُليم رئيساً للاتحاد الدولي للسيارات

فى ديسمبر 2021، نال بن سُليم ثقة الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للسيارات، ليصبح أول رئيس عربي للاتحاد منذ تأسيسه، خلفاً للرئيس السابق جان تود.

وقاد بن سُليم على الفور مسيرة إصلاح شاملة، معتمداً خبرته وعلى رؤيته لتوسيع المشاركة العالمية فى رياضة السيارات وتعزيز التنقل الآمن والمستدام وتحسين الشفافية والحوكمة داخل الإتحاد.

إنجازات ولايته الأولى

فى ولايته الأولى استطاع بن سُليم أن يقود الإتحاد نحو إستقرار مالى ملحوظ، فقد حول خسارة قدرها 24 مليون يورو فى 2021 إلى ربح تشغيلى وصل إلى 4.7 مليون يورو فى 2024، وهو أقوى أداء مالى يشهده الإتحاد منذ عقد من الزمن.

كما أشرف على تعزيز الحوكمة والعمليات، وتحديث البنية المؤسسية، وتوسيع الدور المؤسسى للإتحاد فى مجال السلامة والتنقل المستدام، مع دعم أندية الأعضاء وبرامج التنمية الإقليمية المنتشرة فى مختلف قارات العالم.

كما عمل على تقوية الموقع المؤسسى للإتحاد عبر إنشاء وظيفة تجارية متطورة وعمق العلاقات مع الشركاء الدوليين، ودفع مبادرات السلامة والإبتكار فى عالم التنقل، مما ساهم فى إبراز دور الإتحاد ليس فقط كجهة حاكمة لرياضة السيارات، بل كهيئة فاعلة فى مستقبل التنقل حول العالم.

ولايته الثانية وتوقعات المستقبل

ومع هذا التجديد لولاية رئاسية أخرى، يتطلع بن سُليم الى ترسيخ مرحلة جديدة من التطوير داخل الإتحاد تشمل:
– تعزيز النمو المالى والتجارى للإتحاد عبر توسيع أنشطة الشراكات العالمية ورفع كفاءة إدارة الموارد لضمان فائض مستدام.
– دفع استراتيجيات السلامة والتنقل المستدام والإبتكار لمواكبة التحولات المستقبلية فى قطاع النقل عبر طوير مبادرات المركبات النظيفة، وتوسيع برامج السلامة، وتعزيز التعاون الدولى فى مجالات التكنولوجيا منخفضة الإنبعاثات.
– توسيع قاعدة المشاركة فى رياضة السيارات بدعم برامج تطوير المواهب الرياضية بفئاتها المختلفة، وتقوية منتخب الأندية الأعضاء فى مختلف المناطق الإقليمية، وزيادة حضور الدول النامية فى المنافسات العالمية.
– إستكمال إصلاح الحوكمة بتقوية الشفافية، وتحديث الهياكل المؤسسية، وتطوير المعايير المهنية والتنظيمية داخل الإتحاد.

بهذا المسار المتصاعد من النجاحات والإنجازات، يواصل محمد بن سُليم رسم ملامح مستقبل الإتحاد الدولى FIA، واضعاً أمامه رؤية واضحة للإرتقاء بالرياضة، وبالتنقل الحضارى المستدام، مع تعزيز مكانة الإتحاد على الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى