اتفاقية كونكورد التاسعة.. ضمان استقرار فورمولا وان وصياغة مستقبلها حتى 2030

فى خطوة مفصلية تعكس وحدة الرؤية بين جميع أطراف رياضة فورمولا وان، وقع الاتحاد الدولي للسيارات FIA ومجموعة الفورمولا وان وجميع فرق السباق الإحدى عشرة رسمياً على اتفاقية كونكورد التاسعة، لتأمين استمرار بطولة العالم للفورمولا وان حتى عام 2030، ووضع إطار حوكمة واضح ومستقر يقود الرياضة إلى مرحلة جديدة من الاحترافية والتعاون والنمو العالمى.

تأتى هذه الاتفاقية فى إطار رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الاحترافية وترسيخ الاستدامة الرياضية والتجارية، حيث تمتد اتفاقية حوكمة كونكورد الجديدة لمدة خمس سنوات، مكملةً لاتفاقية كونكورد التجارية التى أُعلن عن توقيعها فى مارس الماضى، وبذلك تتكامل الجوانب التنظيمية والتجارية تحت مظلة واحدة تُعرف باتفاقية كونكورد التاسعة.

أهمية هذه الاتفاقية ودلالاتها الاستراتيجية

تكمن أهمية اتفاقية كونكورد فى كونها العقد الحاكم الذى يحدد الإطار التنظيمى وشروط الحوكمة لبطولة العالم للفورمولا وان. فهى لا تقتصر على تنظيم العلاقة بين الاتحاد ومجموعة الفورمولا وان والفرق المشاركة فحسب، بل تضع أُسساً واضحة للنزاهة الرياضية، وتكافؤ الفرص، وتوازن المصالح بين جميع الشركاء، بما يضمن استقرار البطولة ونموها المستدام.

ويعكس الالتزام طويل الأمد حتى عام 2030 أعلى مستوى من الموثوقية، سواء للفرق أو للجماهير أو للجهات الناقلة والشركاء التجاريين، حيث يوفر وضوح الرؤية والاستقرار القانونى والمالى، ويشجع على الاستثمارات طويلة المدى فى التكنولوجيا والبنية التحتية وتطوير المواهب.

حقبة جديدة من التعاون والحوكمة

أول إطلاق لإتفاقية كونكورد تم عام 1981، وكان لها دوراً محورياً فى تشكيل ملامح الفورمولا وان الحديثة. ومع كل نسخة جديدة تطورت الرياضة من حيث التنظيم والابتكار والانتشار العالمى. إلا أن اتفاق كونكورد التاسع يُمثل نقلة نوعية وحقبة جديدة من التعاون القائم على الاحترام المتبادل والشفافية والهدف المشترك بين الاتحاد الدولى للسيارات ومجموعة الفورمولا وان.

ويؤكد الاتفاق مشاركة جميع فرق بطولة العالم، بما فى ذلك فريق كاديلاك للفورمولا وان الجديد، حتى نهاية فترة العقد، وهذا يمنح البطولة قاعدة مستقرة للتطور الرياضى والفنى، ويعزز قدرتها على تخطيط بعيد المدى.

تعزيز النمو العالمى والابتكار

يسمح الاتفاق الجديد للاتحاد بزيادة استثماراته فى تطوير القدرات التنظيمية والتشغيلية والفنية، بما يشمل تحسين إدارة السباقات والإشراف عليها، ودعم مديرى السباقات والمسئولين والمتطوعين الذين يمثلون العمود الفقرى لكل جائزة كبرى. كما يضمن استمرار الفورمولا وان فى صدارة الابتكار التكنولوجى، وتقديم منافسات أكثر إثارة ضمن إطار تنظيمى مستقر.

ويأتى ذلك فى وقت تشهد فيه الفورمولا وان نمواً قياسياً فى نسب المشاهدة، وجدول سباقات ديناميكياً، وتفاعلاً متزايداً من الجماهير الشابة حول العالم، مما يمنح الاتفاقية بُعداً استراتيجياً يتجاوز مجرد التنظيم إلى تعزيز المكانة العالمية للرياضة.

رسائل القيادة: استقرار وطموح مشترك

أكد محمد بن سليم، رئيس الاتحاد الدولى للسيارات، أن اتفاق كونكورد التاسع يضمن المستقبل طويل الأمد لهذه البطولة، مشيداً بروح التعاون مع مجموعة الفورمولا وان، ومؤكداً أن الاتفاق يرسخ العدالة والاستقرار والطموح المشترك، ويتيح تحديث القدرات التنظيمية والتكنولوجية بما يضع معايير جديدة فى الرياضة العالمية.

من جانبه، وصف ستيفانو دومينيكالى، الرئيس والمدير التنفيذى لمجموعة الفورمولا وان، الاتفاق بأنه يوم هام فى تاريخ الفورمولا وان، خاصةً مع الاحتفال بمرور 75 عاماً على انطلاقها، مؤكداً أن هذه الخطوة تضع الرياضة فى أفضل موقع ممكن لمواصلة نموها العالمى، واستثمار الفرص الواعدة فى السنوات المقبلة.

اتفاقية كونكورد التاسعة ليست مجرد عقد تنظيمى، بل هى خارطة طريق لمستقبل الفورمولا وان حتى عام 2030، تضمن الاستقرار، وتعزز الثقة، وتفتح آفاقاً أوسع للابتكار والنمو. وبفضل هذا الالتزام المشترك بين الاتحاد الدولى للسيارات ومجموعة الفورمولا وان والفرق، تدخل البطولة مرحلة جديدة بزخم غير مسبوق، تكرس مكانتها كأحد أبرز وأهم الأحداث الرياضية العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى