بسبب دايهاتسو .. السيارات اليابانية تواجه تهمة الغش في اختبارات السلامة

في مؤتمرٍ صحفي، اليوم، أعلنت صانعة السيارات اليابانية تويوتا موتور عن قرارها بتعليق شحنات جميع السيارات والمحركات التي طورتها مصانع دايهاتسو، والموجودة قيد الإنتاج حاليا سواء في اليابان أو في الخارج، وذلك بعد صدور نتائج التحقيقات فيما يمكن وصفه بالفضيحة التي تسببت بها شركة دايهاتسو، التابعة لتويوتا موتور.

تلاعب دايهاتسو في نتائج الاختبارات

وكانت شركة دايهاتسو قد أبلغت الشركة الأم، تويوتا موتور، في أبريل الماضي، عن وجود تلاعب في اختبار السلامة في حالات التصادم الخاص ببطانة الباب لعدد 88 ألف سيارة تم تصنيعها في تايلاند وماليزيا، وبيعت العام الماضي، بحسب ما نقلته اقتصاد الشرق عن وكالة بلومبيرغ، ثم تم رصد مشاكل أخرى في اختبار الاصطدام الجانبي في شهر مايو.

ومن جانبها قامت شركة تويوتا موتور بتكليف لجنة تحقيق مستقلة، برئاسة المحامي ماكوتو كايامي، للتحقيق في حقيقة المخالفات الإجرائية، حيث رصدت وجود 174 مخالفة في عدد 25 فئة من فئات اختبارات السلامة التي يتم إجرائها على السيارات المنتجة بمصانع دايهاتسو حول العالم، والتي شملت 64 طرازا من عدة علامات التابعة لشركة تويوتا.

64 طرازاً وأربع علامات تجارية تضرروا من الأزمة

ووفقاً للبيان الصادر عن تويوتا؛ فقد تم العثور على المشاكل في 64 طرازا وثلاثة محركات من المركبات، بما في ذلك 22 طرازا ومحركا تبيعه تويوتا، كما وجد التحقيق أن المشاكل شملت بعض طرازات شركة مازدا موتور وشركة سوبارو في اليابان، بالإضافة إلى نماذج تويوتا ودايهاتسو التي تباع في الخارج.

الأمر لم يتوقف على السيارات والمحركات التي تم إنتاجها في العام الماضي فقط؛ حيث نشرت تويوتا موتور على موقعها الرسمي بياناً مفصلاً بنتائج التحقيق تضمن موديلات لأعوام من 2015 وحتى 2023، شملت طرازات من مصانع من مختلف أنحاء العالم تنوعت ما بين أوروبا وأمريكا اللاتينية والمكسيك ودول آسيا.

وفي المؤتمر الصحفي الذي نظمته تويوتا موتور ودايهاتسو، اليوم، قال سويتشيرو أوكودايرا، رئيس دايهاتسو،: “نأسف لخيانة ثقة عملائنا، وأقر أن الغش في اختبارات السلامة يرقى إلى الإهمال، ونحن نأخذ الأمر على محمل الجد باعتباره المشكلة التي هزت أساس شركة صناعة السيارات”.

وكشف ماكوتو كايامي، رئيس لجنة التحقيق، عن الأسباب وراء التلاعب بنتائج الاختبارات قائلاً: “العمال كانوا تحت ضغط لتلبية مطالب الإدارة بالموعد النهائي الضيق، لذا لجأوا إلى الغش، والإدارة يجب أن تتحمل اللوم”.

خطة تويوتا موتور

ومن جانبها أعربت شركة تويوتا عن أسفها الشديد في بيانها قائلة: “نأسف بشدة لأن تطوير هذه المركبات ربما كان عبئا على دايهاتسو، وأننا لم نكن على علم بالوضع في عمليات إصدار الشهادات للشركة”، موضحةً أنه سيتم رفع النتائج للسلطات، على أن يتم اتخاذ الإجراء المناسب تحت إشراف الدولة، والتحقيق بالدقة فيما إذا كانت هناك أي حالات أخرى مماثلة لضمان سلامة العملاء أولا وقبل كل شيء.

كما تطرق البيان إلى الإجراءات التي ستتم لضمان تكرار التلاعب مرة أخرى؛ وهو ما يستدعي مراجعة عمليات إصدار الشهادات، بالإضافة إلى الحاجة إلى إصلاح أساسي لدايهاتسو كشركة، وهو ما وصفه البيان بأنه: “ستكون هذه المهمة ضرورية للغاية، ولا يمكن إنجازها بين عشية وضحاها، ولن يتطلب الأمر استعراض الإدارة والعمليات التجارية فحسب، بل سيتطلب أيضا استعراض المنظمة والهيكل، فضلا عن تغيير في تنمية الموارد البشرية ووعي كل موظف”.

وأضاف البيان: “من جانبنا ستقدم تويوتا دعمنا الكامل حتى تتمكن دايهاتسو من العودة إلى هدفها باعتبارها “شركة التنقل المدمجة” الذي تسعى تويوتا ودايهاتسو جاهدة من أجلها، بالإضافة إلى استعادة ثقة جميع أصحاب المصلحة”.