الهيدروجين يكتب فصلا جديدا فى عالم رياضة المحركات

فى وقت تتسارع فيه التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، لم تعد رياضة المحركات بعيدة عن هذا التغيير، فبعد سنوات من الاعتماد على الوقود التقليدى، بدأت البطولات العالمية فى البحث عن حلول توازن بين الإثارة الرياضية والاستدامة البيئية.
ومن هنا يبرز مشروع Extreme H كأحد أكثر التجارب جرأة فى تاريخ السباقات الحديثة، وفقاً لتقرير الاتحاد الدولى للسيارات FIA عن التقدم فى أول بطولة عالمية للسباقات بالهيدروجين.
ما هى Extreme H ولماذا تحظى بكل هذا الاهتمام؟
Extreme H هى بطولة سباق تعتمد على الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، وتُعد الامتداد الطبيعى لبطولة Extreme E الكهربائية.
الفكرة الأساسية بسيطة فى ظاهرها، سيارات سباق قوية، تعمل بطاقة نظيفة، تتنافس فى أقسى البيئات الطبيعية حول العالم.
وفقا لتصريحات الاتحاد، فإن هذا المشروع يهدف إلى إثبات أن الهيدروجين يمكن أن يكون بديلاً عملياً وآمناً فى عالم التنقل والسباقات على حد سواء، مع توفير منصة للتجارب التقنية قبل وصولها إلى سيارات الطرق العامة.
خطوة استراتيجية نحو المستقبل
إعلان انضمام Extreme H إلى مبادرة Hydrogen Moves Network لم يكن مجرد شراكة تقنية، بل رسالة واضحة بأن البطولة لا تسعى فقط لإقامة سباقات، بل للمشاركة فى بناء منظومة عالمية للهيدروجين، تشمل التطوير، البنية التحتية، وتبادل الخبرات بين القطاعات المختلفة.
أجاج: البطولة تمثل الأداء الرياضى متماشيا مع الاستدامة
وقال أليخاندرو أجاج، مؤسس البطولة، هذه البطولة تمثل فرصة لإظهار أن الأداء الرياضى يمكن أن يتماشى مع الاستدامة، وأن الهيدروجين يمكن أن يكون محركاً للتغيير ليس فقط فى السباقات، بل فى النقل المستقبلى.”
هذه الخطوة تعزز مكانة البطولة كمختبر مفتوح لاختبار التقنيات التى قد نراها لاحقاً فى سيارات الطرق العامة.

لماذا الهيدروجين تحديدا؟
على عكس البطاريات الكهربائية، يتميز الهيدروجين بعدة نقاط هامة:
* إعادة التزود بالطاقة فى وقت قصير.
* مدى أطول مقارنة بالسيارات الكهربائية.
* انبعاثات شبه معدومة، إذ لا ينتج عنه سوى بخار الماء.
ولهذا ترى Extreme H أن السباقات تمثل البيئة المثالية لاختبار هذه التكنولوجيا تحت أقسى الظروف، وهو ما أكده الاتحاد فى تقريره الأخير.
التحديات.. الوجه الآخر للطموح
ورغم كل هذه المزايا، لا يخلو الطريق من العقبات. فالهيدروجين ما زال يواجه عدة تحديات حقيقية، أبرزها:
* ارتفاع تكلفة الإنتاج، خاصة للهيدروجين الأخضر.
* تعقيد التخزين والنقل بسبب متطلبات السلامة العالية.
* غياب البنية التحتية الواسعة مقارنة بالسيارات الكهربائية.
وتُعد السباقات ساحة اختبار قاسية، حيث لا مجال للأخطاء أو الحلول النظرية فقط.
أهمية بطولة Extreme H
لأن ما يحدث اليوم فى الحلبات، قد يصبح واقعاً على الطرق بعد سنوات قليلة.
Extreme H لا تبيع فكرة سباق فقط، بل تختبر:
* كيف يمكن لسيارات المستقبل أن تكون أسرع وأنظف.
* كيف يمكن للطاقة البديلة أن تصمد فى أقسى الظروف.
* وكيف يمكن للرياضة أن تكون محركاً للتغيير، لا مجرد ترفيه.
ما الذى ينتظرنا؟
مع اقتراب انطلاق البطولة رسمياً، تترقب الأنظار ما إذا كانت Extreme H ستنجح فى تحقيق المعادلة الصعبة بين الأداء، الأمان، والاستدامة، أم أن التحديات التقنية ستفرض إيقاعها على المشروع.



